وطنية - كتبت " الديار" تقول: يحل عيد الميلاد هذا العام كما الاعوام الـ 3 الماضية ثقيلا على اللبنانيين الذين ما زالوا يتخبطون في شتى انواع الازمات الناتجة بشكل اساسي من الانهيار المالي المتواصل والشغور في سدة الرئاسة الذي بات ينسحب رويدا رويدا على كل مؤسسات واجهزة الدولة، في ظل صراع «كسر عضم» بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي يقوم بالمستحيل لتلميع صورته «سنيا» بالداخل والخارج طمعا بالبقاء في السراي الحكومي بعد انتخاب رئيس جديد وبين رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي يحاول تصوير نفسه المدافع الاول عن حقوق وصلاحيات والوجود المسيحي في البلد. صراع بات واضحا ان النكايات السياسية تحركه، ما بات يمنع حتى جرعات الاوكسجين عن اللبنانيين.
العسكريون الضحية!
فكما كان متوقعا، سيدفع المواطنون نتيجة هذا الكباش المتواصل من جيبهم. اذ عطل الخلاف على توقيع المراسيم الوزارية مرسوما كان يفترض ان يؤمن مساعدات اجتماعية للعسكريين والأمنيين عشية الاعياد، في ظل اصرار وزير الدفاع موريس سليم ومن خلفه باسيل على وجوب ان يذيل هذا المرسوم بتواقيع الوزراء الـ ٢٤ الذين يستلمون مجتمعين، على حد اعتبار باسيل، صلاحيات رئيس الجمهورية، ورفض ميقاتي هذا المنطق الذي يعتبره «لا دستوري».
وقالت مصادر مطلعة على الملف لـ «الديار» ان «المرسوم متوقف حاليا في ظل محاولات وسطاء ابتداع مخارج دستورية على قاعدة «أكل العنب لا قتل الناطور»، ما يعني عدم كسر اي من الطرفين، اي باسيل وميقاتي، وفي الوقت نفسه تأمين المساعدات للعسكريين الذين يئنون نتيجة تآكل رواتبهم في ظل الانهيار المتواصل لسعر الصرف. واضافت المصادر: «حل موضوع هذا المرسوم، وفي حال تم، لن يكون نهاية عذابات اللبنانيين، فالصراع بين ميقاتي وباسيل لن يتوقف هنا، وبخاصة ان ميقاتي ينسق مع رئيس مجلس النواب كل تفصيل قبل القيام به، ما يجعل المسألة عملية شد حبال متواصلة، والحبل هو اليوم لبنان الذي بات مشلعا تماما».
وبالرغم من عدم صدور مواقف معلنة ردا على تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون التي بدت هجومية على الطبقة السياسية، عبر مصدر نيابي بحديث لـ «الديار» عن امتعاضه من «السقف الذي اعتمده ماكرون الذي عاد يتعاطى مع الملف اللبناني وفق معادلة «كلن يعني كلن» وهي معادلة لا تصح وتؤدي الى عدم محاسبة المرتكبين الفعليين». وقال المصدر: «بنهاية المطاف هناك نظام ديموقراطي في لبنان يؤدي الى انتخاب نواب يشكلون اساس السلطة في البلد، والانتخابات النيابية حصلت قبل بضعة اشهر وعلى ماكرون وسواه احترام نتائجها وكيفية انعكاسها على الملفات كافة».
جنبلاط- باسيل: تهدئة ولكن.. .
في هذا الوقت، خرق المشهد اللبناني الملبد لقاء عقد يوم امس بين رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل في منزل كريمته داليا جنبلاط الضاهر حسب ما كشفت مصادر مطلعة. واضافت المصادر نفسها لـ «الديار» ان اللقاء «يندرج باطار ارساء نوع من التهدئة عشية الاعياد، مع استبعاد ان تكون له مفاعيل في السياسة»، كاشفة «ان المجتمعين اكدوا على اولوية انتخاب رئيس للجمهورية دون الدخول في التفاصيل». وذكرت المصادر بلقاء جنبلاط- حزب الله بعد الانتخابات النيابية، وهو لقاء اعتقد البعض انه ستكون له مفاعيل «رئاسية»، لكن تبين ان لكل طرف مرشحه ولم يغير التلاقي شيئا في قناعات كل فريق، وهذا ما سيحصل على الارجح الآن مع اجتماع باسيل – جنبلاط».
وقال احد نواب «التقدمي الاشتراكي» الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ «الديار»: «نحن نقوم بما علينا لجهة الانفتاح على الجميع وتلبية اي طلب للتلاقي، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي ترزح تحتها البلاد، لكن في نهاية المطاف مواقفنا واضحة ولن نحيد عنها وان كنا سنحاول اقناع الآخرين ومن بينهم باسيل بها».
أعياد «مريرة»؟!
والارجح ان لقاء باسيل – جنبلاط وغيره من لقاءات لن تستطيع ان تلجم الانهيار المتواصل لسعر صرف الليرة الذي لامس الـ ٤٦ الفا، مع ترجيح خبراء ماليين ان يصل الى حدود الـ ٥٠ الفا مطلع العام ويتواصل صعوده من دون سقف. ما يجعل اعياد القسم الاكبر من اللبنانيين «مريرة» في ظل الدوران المتواصل للقوى الحاكمة في حلقة مفرغة، ان كان بموضوع خطة النهوض التي لا يعرف احد اين حطت او المفاوضات المجمدة مع صندوق النقد، والتي بات مستبعدا ان تنطلق قريبا من جديد».