مركز بوبيان للبحوث والدراسات السياسية والإستراتيجية | وصلة : الطيارة المفقودة
وصلة : الطيارة المفقودة

خلل فني أم عمل إرهابي؟ هذا هو السؤال التقليدي الذي يطرح نفسه مع كل حادثة طيران تقع في أي بقعة من بقاع العالم، وهو نفس السؤال الذي يطرح نفسه اليوم بعد إعلان مسؤولين بشركة مصر للطيران أن طائرة مصرية قادمة من باريس تحطمت الخميس 19 مايو/أيار 2016.

مصر للطيران أعلنت في وقت سابق اليوم في بيان لها، أن الطائرة اختفت من على شاشات الرادار فوق مياه البحر المتوسط بعد دخولها إلى المجال الجوي المصري، وعلى متنها 66 شخصاً بينهم طفل ورضيعان، و7 من طاقم الطائرة إضافة إلى 3 من أفراد الأمن.

هل ثمة مشاكل كانت موجودة قبل اختفاء الطائرة، السلطات اليونانية من جانبها قالت إنه تم التواصل مع قبطان الطائرة عندما كانت فوق اليونان، وأنه لم يبلغ عن مشاكل وأنها اختفت بعد دقيقتين من مغادرتها الأجواء اليونانية.

أما تصريحات المسؤولين المصريين فجاءت متضاربة، ففي الوقت الذي أكد فيه رئيس هيئة الطيران المدني أن قائد الطائرة لم يبلغ عن أية مشاكل فإن شركة مصر قالت إن الطائرة المصرية أطلقت نداء استغاثة قبل تحطمها، وأكدت تلقيها نداء استغاثة من جهاز الطوارئ في الطائرة المفقودة في حوالي الساعة الرابعة والنصف فجرًا دون أن يتم الإفصاح عن طبيعة هذا النداء، وهل كان عائداً لخلل تقني بالطائرة أم إلى سبب آخر ناتج عن تدخل بشري.

التضارب في المعلومات لم يكن فقط على المستوى الداخلى لوزارة الطيران المصرية بل وصل أيضاً إلى تضارب المعلومات الواردة من الجيش المصري والواردة من شركة مصر للطيران بشأن ما إذا حدث تلقي نداء استغاثة من الطائرة المفقودة

العميد محمد سمير، المتحدث العسكرى الرسمي للقوات المسلحة، قال إن قوات الجيش لم تتلق أي استغاثة من الطائرة المصرية المفقودة، بحسب ما تداوله بيان لوزارة الطيران المدني.

وقال في صفحته على "فيسبوك"، إنه "في إطار ما تناولته بعض وسائل الإعلام عن حادث اختفاء الطائرة المصرية.. تؤكد القوات المسلحة على عدم استقبال أي رسائل استغاثة من الطائرة المفقودة".

فرضية وجود عمل إرهابي وراء إسقاط الطائرة لم يستبعده رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس قائلا: إن فرنسا لا تستبعد شيئاً فيما يتعلق باختفاء طائرة مصر للطيران بعد إقلاعها من باريس في طريقها إلى القاهرة.

وبحسب صحيفة التيليغراف البريطانية فإن المعلومات تشير إلى أن الطائرة محتمل أنها لم تفحص جيداً من قبل طاقم أمن الطيران الفرنسي لأنها قضت 90 دقيقة فقط في المطار قبل بدء صعود الركاب إلى متنها والعودة إلى القاهرة.

وأثناء حديثه في راديو (إر.تي.إل) قال مسؤول بمكتب الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند، إن الرئيس الفرنسي تحدث هاتفياً مع نظيره المصري، وإن الجانبين سيتعاونان عن كثب فيما يتعلق بالواقعة.

وقال فالس للراديو "نحن على اتصال وثيق بالسلطات المصرية المدنية والعسكرية، أرسلت السلطات المصرية بالفعل فرق استطلاع جوي إلى الموقع وفرنسا مستعدة للمساعدة في البحث إذا طلبت منها السلطات المصرية ذلك".
وتابع "في هذه المرحلة لا يمكن استبعاد أي نظرية فيما يتعلق بسبب اختفاء الطائرة" مضيفاً أن المعلومات المتاحة تشير إلى أن عدداً من المواطنين الفرنسيين كانوا على متن الطائرة.

وفيما يرجح مسؤولو طيران مصريون بأن الطائرة سقطت في البحر الأبيض المتوسط، فإن المصادر الرسمية تحدثت عن وجود تنسيق بين المراقبة المصرية واليونانية، فور اختفاء الطائرة لتحديد آخر موقع ظهرت فيه على شاشات الردار.

وبحسب المصادر فإنه تبين أن الطائرة كانت بآخر نقطة للحدود اليونانية وأول نقطة للمجال الجوي المصري عن النقطة "كومبي"، مشيرة إلى أن آخر اتصال بين قائد الطائرة كان قبل 10 دقائق من اختفائها.

يذكر أن طائرة إيرباص 321 تابعة للخطوط الجوية الروسية تحطمت في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2014، في سيناء بعد دقائق على إقلاعها من منتجع شرم الشيخ ما أدى إلى مقتل 224 شخصاً كانوا على متنها، وأعلن فرع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في سيناء مسؤوليته عن الاعتداء، مؤكداً أنه نجم عن انفجار عبوة على متن الطائرة​.

Huffington Post