أظهرت التعاملات بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان على هامش مشاركتهما في مؤتمر الطاقة باسطنبول، عودة علاقاتهما إلى طبيعتها بعد تجاوزهما أزمة إسقاط «سو-24».
وكان أردوغان في استقبال بوتين لدى وصول الأخير إلى مقر انعقاد القمة، بجانب رئيس الوزراء بن علي يلدريم. وتوجه الرئيسان الروسي والتركي معا إلى قاعة الاجتماعات، وهما يواصلان حديثهما الحيوي. وفي القاعة جلس بوتين بين الرئيس الأذربيجاني إلهام عالييف ونظيره التركي أردوغان، إذ سجلت الكاميرات التعاملات بين الرؤساء الثلاث قبل انطلاق أعمال المؤتمر، وهم يبتسمون ويلوحون بأيديهم للمصورين.
ويجري مؤتمر الطاقة العالمي في اسطنبول فـي الفترة إذ ستتركز المناقشات بين المشاركين فيه هذا العام على الوضع المتعلق بأسعار النفط.
وأعلن بوتين، عقب الاجتماع أن الطرفين اتفقا على تفعيل التنسيق العسكري والاستخباراتي بينهما.
وأضاف الرئيس بوتين، قائلا: «أما بخصوص التعاون في المجال العسكري التقني، فمستعدون لمواصلة مثل هذا التعاون وتكثيفه بمشاريع جادة ذات اهتمام مشترك».
وقال الرئيس الروسي إن الجانبين كرسا كثيرا من الوقت لبحث الأوضاع في سوريا، مشددا على أن بلاده وتركيا تؤيدان ضرورة وقف إراقة الدماء في هذا البلد في أقرب وقت.
وشدد بوتين، في السياق، على وجوب الانتقال إلى التسوية السياسية في سوريا بأسرع ما يمكن، مضيفا أن كل من يرغب في إحلال السلام هناك يجب أن يدعم العملية السلمية.
وأكد توافق موقفي روسيا وتركيا، فيما يتعلق بتأييد مقترحات المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا حول إخراج المسلحين من حلب.
وأعلن بوتين أنه أبلغ أردوغان باقتراح روسيا إبعاد جميع القوى عن طريق «الكاستيلو» في حلب، وأعرب عن أمله بأن يصبح الاقتراح موضوعا للمناقشة يوم السبت في سويسرا.
واعلن رفع الحظر عن تصدير المواد الزراعية التركية الى موسكو.
فيما اعلن الرئيس التركي أردوغان «اننا نعمل على تعزيز العلاقة مع روسيا على جميع الصعد»، لافتاً الى ان «تطبيع العلاقات مع روسيا يسير بوتيرة سريعة».
وأشار الى ان «احتياجاتنا للطاقة تنمو بنحو 8% سنويا ونعمل جاهدين لتامين هذه الاحتياجات».
وتم توقيع مشروع انبوب «تورك ستريم» لنقل الغاز عبر البحر الاسود.
الى ذلك، أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم أن موقفي موسكو وأنقرة من الأزمة السورية تقاربا في الفترة الأخيرة.
وأشار - في تصريحات لوكالة سبوتنيك الروسية للأنباء - إلى أن روسيا ترى أن عمل تركيا في إطار عملية درع الفرات عقلاني وعادل. وأضاف يلدرم أن الدور التركي في سوريا يتمثل في حشد وتوحيد روسيا والولايات المتحدة وإيران والسعودية لوقف إراقة الدماء.
ورغم التقارب الأخير بينهما لا تزال هناك خلافات بين موسكو وأنقرة بالملف السوري، فروسيا حليفة للرئيس بشار الأسد، في حين تدعم تركيا المعارضة التي تسعى إلى الإطاحة بنظام الأسد، لكن يبدو أن الطرفين وضعا هذا الموضوع جانبا للتركيز على مجالات التعاون خاصة الطاقة.
وسيشارك بوتين بكلمة في مؤتمر الطاقة قبل أن يجري محادثات مع أردوغان ولا يتوقع للجانبين كسر الهوة بينهما بشأن الوضع في سوريا، ولكن أنقرة ستحاول التوصل إلى اتفاق مع موسكو بخصوص إدخال مساعدات إنسانية إلى حلب.
ولم يبدأ التقارب والتطبيع بين البلدين مجددا إلا في حزيران الماضي، وأعقب ذلك لقاء بين بوتين وأردوغان بمدينة سانت بطرسبورغ الروسية في آب الماضي، كما أجرى الزعيمان محادثات على هامش قمة العشرين الأخيرة في الصين بشأن الاستئناف الكامل للعلاقات الثنائية وتعزيز التعاون.