تؤكد قيادات وأنصار التيار الوطني الحر أن طبخة الرئاسة اللبنانية قد أصبحت جاهزة وأن الجنرال سينتخب رئيسا للجمهورية في جلسة مجلس النواب المقررة نهاية الشهر الجاري .
لا شك أن لدى التيار البرتقالي معطيات ومعلومات لم يكشف عنها بعد، وبحسب رأي قياداته فإن الأيام القليلة المقبلة ستكرس لوضع اللمسات الأخيرة على طبق الرئاسة لإيصال الجنرال ميشال عون إلى قصر بعبدا بعد فراغ مستمر منذ نحو سنتين ونصف.
لكن على الرغم من التفاؤل العوني فإن المشهد السياسي في لبنان يدل على أن عقدة الترشيحات الرئاسية في لبنان لا تزال تراوح مكانها ما بين الجنرال ميشال عون والوزير السابق سليمان فرنجية رغم الأجواء التفاؤلية التي تركتها جولات الرئيس سعد الحريري داخليا وخارجيا.
بالطبع فإن تزايد الحديث عن نية زعيم تيار المستقبل سعد الحريري تبني ترشيح الجنرال ميشال عون يرفع من رصيد زعيم التيار البرتقالي في الوصول إلى رئاسة الجمهورية، لا سيما أن تبني الحريري سيأتي بعد تنازل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لمصلحة عون في السباق إلى كرسي الرئاسة، إلى جانب تأكيد حزب الله مرارا وتكرارا أن عون هو مرشحه الأول لمنصب الرئاسة، لكن على ما يبدو أن ذلك لن يكون كافيا في ظل ما ينقل عن مجلس النواب نبيه بري بأنه لن يسير بترشيح الجنرال عون إلا ضمن توافق شامل حول القضايا الخلافية كافة وهو ما يعتبر أمرا صعبا للغاية نظرا لتشابك الملفات وتضارب المصالح بين القوى السياسية على الساحة اللبنانية .. وهنا يبرز السؤال حول إمكانية أن يمضي الحريري وحزب الله بعكس الرياح التي يشتهيها بري ؟
بالطبع فإن العارفين باللعبة السياسية في لبنان، يدركون أن أحدا لا يستطيع أن يتخطى زعيم حركة أمل، فهو وعلى مدى عقود من الزمن كان ولا يزال اللاعب الأول في تدوير الزوايا عند المنعطفات الخطيرة التي مرت بها البلاد، كما وأن مفتاح المجلس النيابي والمخارج الدستورية لأي استحقاق تبقى في جيب أبي مصطفى.
لذلك فإن أي حراك في فلك الرئاسة اللبنانية من دون مباركة الرئيس بري لن يكتب له النجاح، فهل سيدق الجنرال عون باب عين التينة لكسر الجمود الحاصل في العلاقة مع الرئيس بري لتمرير الاستحقاق الرئاسي ام أن الفراغ سيبقى سيد الموقف ؟.
RT