كان من المتوقع ان تكون الكهرباء 24 ساعة على 24 في كل المناطق اللبنانية في العام 2015 بناء للخطة التي وضعها انذاك وزير الطاقة والمياه جبران باسيل الا ان الخلافات السياسية بين الكتل والاحزاب اللبنانية وخصوصا بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل ادت الى استمرار التقنين الكهربائي واستمر «النزيف الكهربائي».
لكن مع انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئىس الحكومة سعد الحريري والاتفاق الذي تمّ بين التيارين سيطلق سراح هذه الخطة الكهربائية ليعود السؤال : متى ستعود الكهرباء 24 ساعة على 24 ساعة خصوصا في ظل انخفاض سعر برميل النفط ووصوله الى 50 دولارا بينما كانت المؤسسة تؤمن النفط بسعر يتجاوز الـ 100 دولار اميركي وهذا ما سبب عجزا متزايدا في ميزانيتها.
في بداية الامر كانت مؤسسة كهرباء لبنان قد رفعت الى حكومة المصلحة الوطنية كتابا يتضمن اقتراحاً منهجياً لزيادة التعرفة الكهربائية بالتوازن مع زيادة القدرات الانتاجية في معامل الانتاج المرتقب وضعها على الشبكة والتي تؤدي الى زيادة ساعات التغذية التي سيستفيد منها المواطن.
واعتبرت المؤسسة في كتابها ان الهدف من هذه المنهجية هو عدم زيادة مساهمة الدولة تمهيدا لتخفيضها رغم زيادة القدرة الانتاجية للكهرباء وزيادة كمية المحروقات في المجموعات الانتاجية الجديدة التي ستدخل على الشبكة.
وعرضت المؤسسة التواريخ المرتقبة لزيادة التغذية وفق اخر برنامج عمل متوافر لدخول المجموعات الجديدة الى الخدمة وفق الآتي:
أ- امكانية التمديد لاستئجار البواخر الكهربائىة لسنتين اضافيتين:
- القدرة: 270 ميغاوات.
- التاريخ: تمديد العقد مع شركة Karpowership ابتداء من 1/10/2016
ب- امكانية زيادة الاستجرار من البواخر الكهربائىة:
- القدرة: 100 ميغاوات.
- التاريخ: تمديد العقد مع شركة Karpoweship ابتداء من 1/10/2016.
ج- وضع معمل الجية الجديد الذي يعمل على المحركات العكسية (Reciprocating Engine) في الخدمة:
- القدرة: 77 ميغاوات.
د- وضع معمل الذوق الجديد الذي يعمل على المحركات العكسية (Reciprocating Engine) في الخدمة:
- القدرة: 193 ميغاوات.
انتهت اعمال انشاء وتجهيز هذين المعملين بانتظار اقرار الاستلام الموقت من قبل الاستشاري MVV Decon ووزارة الطاقة والمياه ووضعهما بعهدة المؤسسة.
كما وان تشغيل هذين المعملين من قبل مؤسسة كهرباء لبنان مرتبط ايضا بموافقة وزارة المالية على تأمين الاعتمادات للتمكن من تنفيذ قرار مجلس الادارة رقم 10- 3 تاريخ 21/1/2016 المتعلق بعقد تشغيل وصيانة المعملين.
بناء على البرنامج المتوقع لزيادة انتاج الكهرباء نتيجة وضع القدرات الانتاجية الاربع في الخدمة ووصلها على الشبكة، سيزداد حكما استهلاك المحروقات لانتاج الطاقة الاضافية الموضوعة في الخدمة مما سيؤدي الى زيادة ساعات التغذية وزيادة اعتماد المواطنين على مؤسسة كهرباء لبنان لاستمداد الطاقة وانخفاض اعتمادهم على المولدات الموجودة في الاحياء،
ان الكلفة من جراء من وضع القدرة الانتاجية من الوسائل الاربع المذكورة اعلاه (270 + 100 + 77+ 193= 642 ميغاوات) له علاقة وثيقة بأسعار النفط الخام. وتقدر هذه الزيادة بحوالى /695/ مليون دولار اميركي (اي حوالى 1043 مليار ل.ل.) سنويا قياسا لسعر برميل نفط قدره / 60/ دولاراً اميركياً.
ان هذا الانتاج الاضافي سيؤدي الى زيادة معدل التغذية على مستوى كل لبنان بين 4 و6 ساعات تغذية اضافية.
ان الرغبة بعدم زيادة العجز وعدم الرغبة بزيادة مساهمات الخزينة المقدرة لمؤسسة كهرباء لبنان يحتم زيادة التعرفة الكهربائىة لكل المشتركين على ان تكون هذه الزيادة متلازمة مع وضع القدرات الانتاجية بالخدمة وذلك يعني معدل زيادة مقدراً بحوالى 39.63% على الكيلووات ساعة الحالي اي رفع معدل التعرفة من / 134.5/ ل.ل الى /188/ ل.ل لكل كيلووات ساعة بما في ذلك رسوم الاشتراك ورسم التأهيل. مع العلم ان كل زيادة انتاج قدرها 100 ميغاوات تتطلب زيادة التعرفة بـ 6.25% او /8/ ل.ل لكل كيلووات ساعة وكل زيادة او انخفاض في سعر برميل النفط بـ /5/ دولارات يتطلب تغيير التعرفة بـ 2.8% او /5/ ل.ل لكل كيلووات ساعة في حال كان سعر برميل النفط الخام /60/ دولارا اميركيا.
ان هدفنا الوصول الى تغذية كاملة، 24/24 حيث يتم رفع التعرفة لتغطية كامل الكلفة وتكون مقبولة من المواطنين لأنهم لن يعودوا عندئذ بحاجة الى دفع فاتورة ثانية للمولدات.
اضافة لما تقدم فان كل زيادة على التعرفة بـ10 ل.ل/ك.ت.س يؤدي الى تخفيض العجز بحوالى /100/ مليار ل.ل. سنويا.
اشارة الى ان الاقتراح والمنهجية المذكورة اعلاه، بوضع المجموعات بالخدمة وتلازمها مع زيادة التعرفة، لا يمكن تحقيقه الا بالتعاون الكامل الى اقصى الحدود من قبل كل المعنيين لا سيما وزارة المالية ووزارة الطاقة والمياه وخصوصا في مواكبة الشركات المتعهدة لاتمام انجاز المعامل دون اي تأخير وعراقيل.
اذن هذا الكتاب سيؤدي في حال موافقة مجلس الوزراء الجديد الى تعديل التعرفة الكهربائية من 134.5 ليرة الى 188 ليرة لكل كيلوواط ساعة وزيادة التغذية الكهربائية بين 4 و6 ساعات اضافية.
ولكن لن نصل الى 24 ساعة تغذية في اليوم. من المعروف ان الاستهلاك في فصل الصيف تجاوز الـ3000 ميغاوات، بينما هو اليوم في فصل الخريف بين 2700 و2800 ميغاوات، والتغذية هي بمعدل 16 ساعة في اليوم، فاذا اضفنا الساعات الاربع الاضافية يصل عدد ساعات التغذية الى 20 ساعة.
وبالتالي من المفروض ان تتم ثلاثة اشياء للوصول الى التغذية الكاملة:
1- ان يتم التوافق على تشغيل معملي الذوق والجية ويقدر انتاجهما بـ270 ميغاوات.
2- البت بالعقد لانشاء معمل دير عمار المقدر انتاجه بـ540 ميغاوات وهو متوقف بسبب الخلافات السياسية وبالتالي من المفروض ان يحسم هذا العقد مجلس الوزراء في اقرب فرصة ممكنة، ومعمل الزهراني المقدر انتاجه بـ540 ميغاوات.
3- تطبيق المخطط التوجيهي الذي اعدته مؤسسة كهرباء لبنان بالتعاون مع الاستشاري مؤسسة كهرباء لبنان بالنسبة لمعامل الانتاج وشبكات النقل، والدراسات موجودة والحلول موجودة، فاذا اعطي الضوء الاخضر فانه يمكن القول ان الكهرباء ستؤمن 24 ساعة على 24.
الجدير ذكره ان خطة باسيل كانت تلحظ انتاج 4 الاف ميغاوات في بداية الامر ثم 5 الاف ميغاوات وتأمين شبكة نقل وتوزيع آمنة ومستقرة وتغذية كهربائية فاعلة تتلاءم مع التطور الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، خصوصاً مع تراجع سعر برميل النفط الى 50 دولارا اميركيا.
فهل يصل اللبناني يوما الى التغذية بالكهرباء 24 ساعة على 24 ساعة؟
الديار