ارتباط العملة اللبنانية بالدولار يجعل من اقتصادنا مدولراً وبالتالي، فإن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستُعرف مبدئياً صباح اليوم، سيكون لها تأثير على الاقتصاد اللبناني، ولو بنسب متفاوتة، وفق النهج الذي سيُتّبع في المرحلة المقبلة.
شرح الخبير الاقتصادي لويس حبيقة انه عندما يكون الدولار قوياً تكون الليرة اللبنانية قوية، وبالتالي، يُصدّر التاجر اللبناني كميات أقل الى الخارج لأن اسعار البضائع اللبنانية ترتفع مقارنة مع بقية السلع، وبالتالي فإن ارتفاع سعر الدولار لا يناسبنا خصوصاً للعاملين في المجال الصناعي والزراعي.
لكن، في ايجابيات ارتفاع سعر الدولار، ان القدرة الشرائية عند اللبنانيين تزيد وبالتالي يتحسّن وضعنا الاستهلاكي. وقال: بما ان سعر الليرة اللبنانية مرتبط بالدولار وفق معادلة 1دولار يساوي 1500 ليرة فإن ما يصيب الدولار سيصيبنا.
ويشرح حبيقة: صحيح انه ليس من مصلحتنا ان ينهار الدولار، كذلك ليس من مصلحتنا ان ترتفع قيمة الدولار، خصوصاً وان صادراتنا ضعيفة واي ارتفاع في سعر الدولار سيزيد من ضعف الصادرات.
لكن في المقابل، إذا ارتفع سعر الدولار تستفيد الدول النفطية لأن كل ايراداتها بالدولار، وبالتالي ترتفع القوة الشرائية لديها. وفي هذه الحال ستتحسن اوضاع اللبنانيين العاملين في دول الخليج، بما سينعكس ايجاباً على تحويلاتهم الى لبنان.
وأوضح حبيقة رداً على سؤال، ان سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية ثابت، لكن عالمياً سعر الدولار مقابل الباوند او اليورو او الفرنك يتغيّر وفق العرض والطلب، وهذا التقلب يتأثر بعوامل عدة أهمها الفائدة على الدولار، ومن الطبيعي انه سيتأثر بهوية من سيربح في الانتخابات وما السياسة الاقتصادية التي سيتبعها في المرحلة المقبلة؟
ولفت حبيقة الى انه في حال فاز ترامب بالرئاسة الاميركية فإن المشكلة الكبرى ستكون على الاقتصاد الاميركي، بما يعني ان الدولار سيضعف وتتراجع قيمته وفي هذه الحال وبما ان اقتصادنا مدولر فإن اقتصادنا سيتأثر سلباً ايضاً خصوصاً وأن افكار ترامب لا تتوافق مع سياساتنا.
أضاف: في حال انتخب ترامب فإن الاوضاع الاقتصادية الاميركية ستتراجع وفي هذه الحال، لا شك ان أوضاع الجالية اللبنانية الموجودة هناك ستتأثر سلباً ايضاَ وبالتالي يتوقع ان تتراجع التحويلات المالية للمغتربين اللبنانيين الموجودين هناك.
وأشار حبيقة الى ان السياسة النقدية المتبعة في لبنان هي السياسة النقدية نفسها المتبعة في أميركا وبالتالي نحن مرتبطون عضوياً بأميركا، لذا من مصلحتنا ان يبقى اقتصاد اميركا قوياً. اقتصاد اميركي قوي يعني ليرتنا قوية يعني دولارا قويا، ونحن يهمنا ان يبقى الدولار على قيمته.
ابو سليمان
من جهته، اشار الخبير المالي وليد ابو سليمان الى ان العملة اللبنانية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالدولار الاميركي بالتالي كلما كان الدولار قوياً كلما كان وضعنا أفضل لأننا لسنا بلد تصدير انما بلد استيراد، بمعنى اننا نستورد غالبية سلعنا، ونستورد خصوصاً من اوروبا وبالتالي عندما يقوى الدولار على العملات الاجنبية، خصوصاً على اليورو، تنخفض فاتورة الاستيراد من الخارج بسبب ارتباط الليرة بالدولار.
بمعنى آخر، نحن نتأثر سلباً اذا انخفض الدولار لأنه في هذه الحال سيرتفع اليورو. ولفت الى ان التقلبات في الاسهم الاميركية لا تؤثر على اللبنانيين انما فقط على بعض المستثمرين اللبنانيين في الاسهم الاميركية.
ورداً على سؤال، لفت ابو سليمان الى ان الاقتصاد الاميركي هو اكبر اقتصاد في العالم وبالتالي فإن اي تأثير سلبي على الاقتصاد الاميركي يتأثر به الاقتصاد العالمي. اما على الصعيد المحلي، فإقتصادنا مغلق ولا ترابط بين بورصة بيروت والبورصات الاميركية، وبالتالي لا انعكاس مباشرا.
أضاف: اذا تعثر الاقتصاد الاميركي ستنخفض التحاويل، على غرار ما يسجل اليوم من تراجع في التحاويل الاتية من الخليج بسبب انخفاض سعر برميل النفط.
ختم: ان الاقتصاد الاميركي اليوم قوي والدولار كذلك، وبالتالي اذا استكمل هذا النهج الاقتصادي سينعكس ايجاباً على لبنان.
حداد
من جهته، رأى وزير الاقتصاد السابق سامي حداد في اتصال مع «الجمهورية» ان لبنان لا يتأثر كثيراً اذا كان الدولار قوياً أو ضعيفاً، لأن غالبية مشاكلنا هي مشاكل داخلية، تتمثل بكون الدولة تصرف أكثر مما تجني، والدين الى ارتفاع. اما ما يهمنا فعليا هو مصير الفوائد وما اذا كانت سترتفع في المرحلة المقبلة.
ولسوء الحظ فان الفوائد في اميركا الى ارتفاع، بما سينعكس ارتفاعاً في فاتورة خدمة الدين. فكلما ارتفعت الفائدة على الدولار كلما أصبح وضعنا المالي أكثر صعوبة.
ولفت الى ان اقتصادنا يتأثر بوضعية الدولار أكان قوياً أو ضعيفاً انما بشكل محدود، خصوصاً في التصدير، لكنه لفت الى ان أكثر صادراتنا تتمثل بالخدمات والسلع ذات النوعية الراقية والفاخرة، بمعنى اننا لا نصدّر سلعاً تنافس بالسعر، وعلى سبيل المثال نصدّر النبيذ اللبناني من النوع الفاخر، كما نصدّر خدمات مصرفية وطبية...
المصدر: الجمهورية