ربما هي الكلمة الأوفى التي تعبر عن أخوة أبناء دول مجلس التعاون الخليجي لكن لها بالطبع وقعا خاصا عندما تقترن باحتفاليتين ثقافية ووطنية ومعان أكثر عمقا نحو الهوية الخليجية التراثية بعيون الفن التشكيلي.
وسط أجواء احتفالية الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2016 يأتي المعرض المشترك (هلي) للفنانين التشكيليين مي السعد من الكويت وعمر الراشد من البحرين في متحف الفن الحديث ليمثل رسالة محبة ناصعة أيضا عن احتفاء البحرينيين بعيدهم الوطني الذي يصادف 16 ديسمبر الجاري.
وعبر 57 عملا تشكيليا يحتضنها المعرض الذي افتتحه اليوم الاثنين سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء السابق بحضور وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح وينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تحاكي تلك الأعمال بعيون فنية تشكيلية جمالية الفن والتراث الخليجي المشترك.
ويقول الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد العسعوسي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) على هامش الافتتاح إن المعرض يحتضن 57 عملا فنيا من أعمال البيئة التسجيلية تمزج بين البيئتين الكويتية والبحرينية في ظل القواسم المشتركة.
وعلاوة على ذلك وفق العسعوسي يسجل المعرض محطات دقيقة من البيئة والتراث الخليجيين والعديد من العناصر الثقافية بكل ما تحتويه من إرث حضاري عريق.
ولم يغفل عن الإشارة إلى تزامن المعرض مع احتفالية الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية 2016 وأهميته استحضارا للتراث الخليجي من خلال عدد من اللوحات التشكيلية.
ويضيف أن المعرض يضم أعمالا إبداعية مميزة لاثنين من فناني الكويت والبحرين الشقيقة للوقوف على اتجاهاتهما الفكرية والفنية الثرية وعرض التجربة الابداعية في التشكيل.
ويرى أن مثل هذه المعارض تساهم في توطيد الأواصر والتواصل وتبادل الخبرات بين فناني دول الخليج مما يحفزهم على مزيد من الإنتاج الراقي علاوة على أن الأعمال الفنية في المعرض تصور البيئة الخليجية بمجمل تفاصيلها التي تكرس الكثير من الشعور بالوطنية والانتماء لهذه الأرض الطيبة ومحيطنا بكل ما فيه من قواسم مشتركة.
ويمثل المعرض كما يعتبر العسعوسي نموذجا لتلك البيئة بعاداتها وتقاليدها وأزيائها وفلكلورها الشعبي ويشكل إضافة مميزة لمسيرة الفنانين السعد والراشد لما يحتويه من علامات للتميز تصب في تعزيز الانتماء الخليجي.
من جانبها قالت الفنانة السعد ل(كونا) إنها حاولت الابتعاد عن الأنماط المألوفة وحرصت على عمل لوحات فنية تشكيلة تجسد البيئة الكويتية بكل تفاصيلها والبرقع القديم متضمنة بعض الرسائل.
وأشارت السعد إلى حرصها في فنها على تجسيد الهوية الكويتية وتوثيقها وإخراجها بصورة ملونة لاسترجاعها وتعريف الأبناء بها لافتة إلى أن تناول البيئية الكويتية القديمة هو حس بالدرجة الأولى.
ورأت ان الفنان التشكيلي هو ناقل للتراث والذكريات التي عاشها وارتسمت صورتها في الذاكرة لذا فهي لم ترسم القوارب ولا (الفرجان) لأنها لم تعشها وإنما ركزت على ما عاشته من ارث جمالي.
من ناحيته قال الفنان الراشد في تصريح مماثل إن انحيازه في السنوات الأخيرة لموضوع التراث ومفردات العادات والتقاليد كان نتاج مشروع يهدف إلى تعميق الوعي بأهمية إعادة إنتاج الذاكرة في تاريخ البشر لأنها ممثلة لسيرة أفراد ومجتمعات ووطن لتجتمع في نهاية الأمر في قالب (الهوية) التي "تميزنا عن سائر المجتمعات".
وقال ان المعرض هو باكورة إنتاج صناعة محلية خليجية حيث يتشابه الفكر الذي تم طرحه بأسلوب معاصر مستمد من التراث والعادات والتقاليد والفلكلور المحلي وهي اشياء تساعد الفنان الخليجي الاتجاه الى العالمية بهوية محلية.
وأشار إلى أنه تم عرض ذلك دون الالتزام بمدارس فنية كلاسيكية محددة بل بألوان مختلفة تساعد الجيل القادم على الاستفادة من هذه التجربة من خلال عدم التكرار او الاخذ من هويات اخرى.