طرح المجتمع الدولي سلسلة حلول للقضية الفلسطينية، التي تعد من أعقد الصراعات في العالم نظرا إلى كونها أطولها عمرا ولتشابك أبعادها السياسية والتاريخية والدينية والاستراتيجية.
وأعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، الحديث عن حلول أخرى للقضية الفلسطينية غير خيار حل الدولتين، مشيرا إلى حل الدولة الواحدة، فما هي الحلول المطروحة لحل القضية؟
أولا: حل الدولتين
يقوم هذا الحل على وجود دولتين تعيشان جنبا إلى جنب، الأولى إسرائيل وتشكل مساحتها 78 في المئة من مساحة فلسطين التاريخية وفلسطين وتشكل 22 في المئة منها وتقام على حدود عام 1967 أي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.
وقد بدأ أساس هذا الحل عام 1947 عندما أصدرت الأمم المتحدة قرار تقسيم فلسطين بين دولة يهودية وأخرى عربية ومنطقة دولية بعد إنهاء الانتداب البريطاني ، وجاء القرار الدولي حينها بعد الثورات الفلسطينية المتعاقبة الرافضة لإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين.
وكانت مساحة الدولة الفلسطينية حسب القرار 45 في المئة، لكن بعد حرب عام 1948 تقلصت إلى 22 في المئة، وفي حرب عام 1967 احتلت إسرائيل هذا الجزء.
ويستند المجتمع الدولي والفلسطينيون في حل الدولتين على قرار مجلس الأمن 242 الذي ينص على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها عام 1967، وتبنت الولايات المتحدة لاحقا هذا الحل بشكل علني.
ثانيا: حل الدولة الواحدة
فكرته ليست جديدة إذا طرح في السابق ويقوم على وجود دولة واحدة يتساوى فيها المسلمون واليهود والمسيحيون بحقوق متساوية، وطرح هذه الفكرة أولا منظمة التحرير الفلسطينية لكنها تخلت عنها لاحقا لمصلحة حل الدولتين وذلك في إعلان الاستقلال الفلسطيني عام 1988 واتفاق أوسلو عام 1993.
وبعد وصول مفاوضات السلام إلى طريق مسدود بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على أساس حل الدولتين، عاد الحديث مجددا عن الدولة الواحدة، نظرا لطمس إسرائيل لحدود عام 1967.
لكن لا يبدو هذا الحل قابلا للتطبق نظرا إلى أنه يضرب أساس فكرة الدولة اليهودية التي يؤكد عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بسب الوجود السكاني الفلسطيني الكبير في فلسطين التاريخية، كما أنه لا يستند إلى تأييد شعبي يذكر بين الشعبين.
ماذا يجري على أرض الواقع؟
إبقاء الوضع على حاله هو ما يجري عمليا منذ توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، إذ سعت الإدارات الأميركية المتعاقبة بوصفها القوة العظمى الوحيدة في العالم وراعية عملية السلام إلى إدارة الصراع عوضا عن حله.
وقدمت إدارات بيل كلينتون وجورج بوش الابن وأوباما مبادرات عديدة سرعان ما تختفي، لكنها تحافظ على بقاء الوضع الانتقالي الذي فرضه اتفاق أوسلو، أي إسرائيل وإلى جانبها سلطة فلسطينية محدود الصلاحيات في الضفة وغزة.