تحظى نشرات اخبار الطقس والتقارير عن احوال الجو اليومية التي تصدر عن دوائر الارصاد الجوية بمتابعة كبيرة من قبل المعنيين والمهتمين وعامة الناس لا سيما مع انتشار وسائل الاعلام والتواصل الحديثة التي سهلت الوصول للمعلومات.
وتقع على عاتق الخبراء والعاملين في مجال الأرصاد الجوية مسؤولية كبيرة في ايصال معلومات دقيقة عن احوال الطقس اذ لا يوجد نشاط بشري اجتماعي او اقتصادي او سياحي وترويحي او حتى سياسي يتعامل مع الطبيعة والظروف الخارجية المحيطة لا يتطلب معرفة مسبقة بالاحوال الجوية وقت اقامة هذا النشاط.
ويصادف غدا الخميس الاحتفال باليوم العالمي للارصاد الجوية الذي يقام في يوم 23 مارس من كل عام ويقام بالتعاون مع المنظمة العالمية للارصاد الجوية التابعة للامم المتحدة والتي ينضم تحت عضويتها المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا في 191 دولة حيث تقام احتفالية هذا العام تحت عنوان (فهم السحب) لتبيان اهمية الغيوم في رصد الطقس والتنبؤ به.
ونظرا لاهمية الارصاد الجوية فقد حرصت إدارة الأرصاد الجوية الكويتية كاحد المرافق الحيوية في البلاد على تطوير جميع المرافق التابعة لها كونها تلعب دورا كبيرا في توفير خدمات تحد من مخاطر الظواهر الجوية والتقلبات الطبيعية بسبب تقلب المناخ حيث تشكل هذه المرافق جزءا لا يتجزأ من البنية الأساسية الوطنية وتؤدي دورا هاما في دعم الوظائف الحيوية للدولة.
وفي هذا الصدد قال مدير إدارة الأرصاد الجوية الكويتية في الادارة العامة للطيران المدني المهندس عماد السنعوسي في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الاربعاء ان الإدارة معنية بتوفير خدمات الأرصاد الجوية والهيدرولوجية وما يتصل بهما من خدمات دعما للاحتياجات الوطنية.
واوضح ان هذه الخدمات تشمل حماية الأرواح والممتلكات والمحافظة على البيئة والإسهام في التنمية المستدامة وتوفير قاعدة البيانات المناخية وتشجيع بناء القدرات المحلية بالاضافة الى الوفاء بالالتزامات الدولية والإسهام في التعاون الدولي.
واشار الى ان الادارة تأسست كمراقبة في يوليو من عام 1953 حيث كانت تضم محطة واحدة هي محطة الشويخ لرصد المعلومات المناخية على فترتين يوميا واستمر هذا الوضع لمدة سنتين الى ان تم فصل المراقبة عن وزارة الأشغال وتم إلحاقها بوزارة الداخلية والدفاع آنذاك ووضعت تحت إشراف مدير عام الطيران المدني.
وذكر ان مرسوما اميريا صدر في عام 1963 بتشكيل المجلس الأعلى للطيران المدني ليتولى مسؤولية السياسات المتعلقة بقطاع الطيران المدني وفى العام ذاته اصبحت الكويت عضوا كاملا في منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) ثم انضمت الى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وأضاف ان دولة الكويت ممثلة بادارة الارصاد الجوية التزمت بجميع الاتفاقيات مع المنظمة العالمية وتشارك في جميع المؤتمرات والاجتماعات والدورات الخاصة بالطقس والمناخ مما جعل المختصين في الارصاد الجوية الكويتية على مستوى عملي وعلمي عال يتواكب مع اخر التطورات العلمية العالمية.
واوضح السنعوسي انه في عام 1975 أصدر وزير الداخلية قرارا وزاريا بشأن تحويل مراقبة الأرصاد الى ادارة الأرصاد الجوية وفي عام 1979 فصلت الإدارة العامة للطيران المدني عن وزارة الداخلية وألحقت بوزارة المواصلات وأفتتح مكتب التنبؤات الجوية بجميع أجهزته الحديثة في مبنى الركاب الجديد بمطار الكويت الدولي.
وذكر ان الادارة استمرت في تقديم أفضل الخدمات الممكنة لقطاعات كبيرة في الدولة واتسع نشاطها ليتعدى خدمة الملاحة الجوية والطيران الى ما هو أبعد من ذلك حيث بدأ العمل على تحديث وتطوير الأجهزة المستخدمة في قياس ومراقبة الطقس والمناخ لمواكبة التطور العالمي ولتقديم أفضل المعلومات والخدمات.
واضاف ان ادارة الأرصاد الجوية تعتبر حاليا احدى الإدارات التابعة لقطاع الملاحة الجوية في الادارة العامة للطيران المدني ويشمل الهيكل التنظيمي في الادارة خمس مراقبات مختلفة تضم حوالي 150 موظفا.
ومن جانبه قال مراقب التنبؤات الجوية في الادارة عبدالعزيز القراوي في تصريح مماثل ل(كونا) ان إدارة الأرصاد الجوية تلعب دورا هاما في تأمين سلامة حركة الملاحة الجوية في المنطقة حيث تقوم بتقديم نشرات جوية عالية المستوى خاصة في المطارات مثل السرعة السطحية للرياح ومدى الرؤية الافقية والعامودية وكميات السحب ودرجة الحرارة على مدرج المطار وقياس الضغط الجوي وتقديم التحذيرات المسبقة بالعواصف الرعدية والاضطرابات الجوية للمسارات إضافة الى حركتي المد والجزر في البحر.
واوضح ان من مهام الادارة ايضا توفير البيانات والمعلومات والنواتج الأساسية اللازمة لتصميم وتخطيط البنية الأساسية وتطويرها وإدارتها مثل الزراعة وموارد المياه والطاقة والنقل من أجل تحسين رفاهية المجتمع والاحتفاظ بسجل تاريخي شامل خاص ببياناتها الوطنية المتصلة بالطقس والمناخ وما يتصل بها من بيانات تتعلق بالبيئة واسداء المشورة الملائمة لصانعي القرارات.
وذكر ان الادارة اقامت شبكات اتصال من أجل التبادل السريع للرصد والبيانات والخدمات والحصول على نظم لمعالجة البيانات للتنبؤ تتعلق بالطقس والمناخ والماء وما يتصل بها من خدمات بيئية في الوقت الفعلي بما في ذلك الإنذارات والتحذيرات التي توجه الى الجمهور والقطاعات مثل الزراعة وموارد المياه والطاقة والصحة والنقل البحري والطيران والدفاع الوطني والبيئة.
وشدد القراوي على ضرورة الانتباه الى الانذارات المبكرة والتحذيرات التي تصدرها الإدارة المتعلقة بظواهر الطقس المتطرفة بهدف الحد من تأثيرات تلك الظواهر مشيرا الى ان الادارة تعتمد على البنية الأساسية للاتصالات من أجل اصدار الانذارات في الوقت المناسب حيث تشكل جزءا من النظم متعددة القطاعات للحد من مخاطر الكوارث والاستجابة لمقتضياتها.
وبين ان إدارة الأرصاد الجوية اقامت 28 محطة ارصاد اوتوماتيكية في الكويت منها 13 محطة برية و10 محطات بحرية واربع محطات زراعية ومحطة متنقلة حيث تقوم هذه المحطات بقياس عناصر الطقس واهمها درجات الحرارة ونسبة الرطوبة وسرعة واتجاه الرياح والضغط الجوي والرؤية الافقية وغيرها.
وذكر ان هذه المحطات تغطي مناطق بحرية مثل جزر بوبيان وفيلكا وقاروه وأم المرادم ومناطق الصبية والجليعة والسالمية وميناء الأحمدي وجون الكويت وأخرى زراعية في مناطق الصليبية والوفرة والعبدلي ومحطات برية مناخية في مناطق الجهراء والصابرية واللياح والأبرق والشقايا وبرقان والسالمي مشيرا الى وجود مشروع لإضافة محطات جديدة تغطي كافة مناطق الكويت سواء البحرية والبرية.
واشار الى ان الادارة تستعين بمحطات الارصاد في الدول المجاورة في حالة الطقس القاسي في النشرات الجوية الخاصة بالملاحة الجوية التي تصدرها تلك الدول بهدف متابعة مسار النظام الجوي إضافة الى التعاون الدولي مع جميع ادارات الأرصاد الجوية في دول العالم تحت مظلة المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.