كلنا نعرف كم يمكن أن يكون صعباً على الأهل أن يلتزموا بضبط أطفالهم، حتى إن إصرارهم على فرض الانضباط والصرامة على أطفالهم يسبّب لهم بعض القلق، وبعض الإحساس بالذنب أحياناً. ولكن خبراء تربية الأطفال ينصحون الأهل بالإصرار على فرض الانضباط على أطفالهم، وأن لا يتساهلوا في هذا الأمر، إذ إن التساهل والتراجع مع الأطفال في شؤون تربيتهم يمكن أن يؤدي إلى تحولهم إلى أشخاص بغيضين ومدللين لا يمكن الاعتماد عليهم. ولكن حين تشعرين بأنك شارفت على التراجع والضعف، إليك ما يلي لاستعادة عزمك.
"الانضباط" هو جزء من تكوين شخص بالغ فعّال
يقول الخبراء إن الأطفال لا يتضرّرون من كثرة الانضباط بل من القسوة. لا تنظري إلى المكافأة والعقاب على أنهما مدمّران لتكوين طفلك. ولكن يجب أن توضحي لأولادك دائماً أسباب إصرارك على القواعد كبقائهم بالقرب منك أثناء السباحة على الشاطئ، أو لماذا تريدين منهم دائماً أن يمسكوا بيدك في الأماكن العامة. عندما يعرف أولادك لماذا يجب أن يفعلوا ما تطلبينه منهم، لن يتطلب الأمر منك كثيراً من الوقت والجهد لتنفيذ قواعدك.
لا تكافئيهم على أيّ سلوك لا ترغبين في تكراره مرة أخرى
الأمر بسيط. إذا كافأت ابنك على سلوك سيّئ فسيستهل تكراره مجدداً ومتى أحب. سيظن أن الأمر نفع في المرة الأولى وسينفع مرة أخرى. إذا شعرت بأن صغيرك يستخدم أساليب ملتوية ليؤخر خلوده إلى النوم مثلاً، وبّخيه وقولي له إنك واعية لتكتيكاته وأساليبه.
الإبداع يتعزز مع الحدود
حين تضعين القواعد والقوانين، يجب أن تدعي أطفالك يظلون أطفالاً وأن تحرصي على مرحهم. فالفن غالباً ما يصبح أهم والإلهام أكبر عندما يشعر الفنان بأنه محاط بالحدود. والأمر نفسه بالنسبة للأطفال ومخيلتهم، إذ إن الصغار يتوقون للحدود. يكرّرون السلوكيات نفسها كنوبات الغضب والعنف، لأنهم يريدون من أحدهم أن يقول "لا". سيفهم أولادك عاجلاً أو آجلاً أن هذه القوانين التي تضعينها هي للحفاظ على سلامتهم ولحمايتهم.
إن كنت تريدين لأولادك أن يكبروا ليصبحوا اشخاصاً محترمين ومهذبين وفاعلين، عودي إلى ثوابت الانضباط: تحدثي مع طفلك بالأمور التي لا تريدين أن يناقشك فيها وكوني محبّة وحازمة في الوقت نفسه. والأهم أن لا تخافي من الصرامة.