كشف استبيان الرواتب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2016، الذي أجراه بيت. كوم، بالتعاون مع YouGov، المؤسسة المتخصصة بأبحاث السوق، أن أكثر من نصف المجيبين في لبنان (52%) يتوقعون زيادة على رواتبهم مع نهاية عام 2016.
يعتقد واحد من أصل خمسة مجيبين في لبنان (21%) أن رواتبهم تنافسية مقارنة بالشركات الأخرى في القطاع عينه، في حين يعتقد الأغلبية أن رواتبهم أقل من متوسط الرواتب في قطاعهم (56%). وعند سؤالهم عن القطاعات التي تقدّم أعلى الرواتب في الدولة، أشار المجيبون إلى أن هذه القطاعات تشمل العقارات/ الإنشاءات/ والتطوير العقاري (37%)، والبنوك والتمويل (27%)، والهندسة/ التصميم (21%).
وقال 47% من المجيبين في لبنان أن الرواتب التي يحصلون عليها هي إلى حد ما الدافع الرئيسي الذي يقف خلف ولائهم لشركاتهم، في حين 37% إلى أن ولائهم لشركاتهم لا يرتبط بالرواتب التي يحصلون عليها. وبالإضافة إلى الرواتب، تعتبر كل من فرص التطور الوظيفي (34%)، والمدير المباشر (34%)، من العوامل الأكثر أهمية لتعزيز ولاء الموظفين في لبنان. وفي ما يتعلق بتساوي الرواتب بين الجنسين، أوضح الثلث (33%) أنهم لا يملكون أية معلومات عن ذلك، وقال (47%) من أصحاب الرأي أنهم يعتقدون أن الرجال والنساء يحصلون على نفس الرواتب مقابل العمل عينه.
وقال سهيل المصري، نائب الرئيس لحلول التوظيف في بيت.كوم: «صممت هذه الدراسة لتزويد الشركات بنظرة متعمقة حول مستويات رضا الموظفين في ما يتعلق بالرواتب والزيادات. وتعتبر هذه المعلومات عنصراً رئيسياً لتوجيه الشركات والباحثين عن عمل، والتعامل مع عدم تطابق الرواتب والتوقعات بشكل عام في المنطقة».
} الترقيات والزيادات على الراتب }
في العام 2015، حصل حوالى واحد من أصل خمسة مجيبين في لبنان (21%) على ترقية، وأشار الثلثين (61%) إلى أنهم حصلوا على زيادة راتب بالإضافة إلى ترقية.
ومن المثير للاهتمام أن ما يقارب نصف المجيبين في لبنان (44%) صرّحوا بأنهم لم يحصلوا على زيادة راتب في العام 2015، وعبّر 36% منهم عن عدم رضاهم عن الزيادة التي حصلوا عليها. وأشار 7% فقط من المجيبين في لبنان الى أن الزيادة التي حصلوا عليها هي أعلى من معدل التضخم، وقال 16% أنها متساوية معه، في حين أشار 50% إلى أن الزيادة التي حصلوا عليها كانت أقل من معدل التضخم الحالي.
ومن جهة أخرى، أوضح 17% عن سعادتهم تجاه الزيادة التي حصلوا عليها، في حين يرى 12% أن زيادة العام الماضي كانت عادلة بالنظر إلى إسهاماتهم في الشركة.
وفي ما يتعلق بالتوقعات المستقبلية، توقّع 40% من المجيبين في لبنان الحصول على زيادة تصل إلى 15%، في حين أشار 36% إلى أنهم لا يتوقعون زيادة على الإطلاق في العام 2016، وقال 11% أنهم غير متأكدين إن كانوا سيحصلون على زيادة على رواتبهم أم لا.
يحصل 25% من المهنيين في لبنان على بدل ساعات عمل إضافية، ويحصل 38% منهم على علاوة الشركة أو خطة حوافز. وبالنسبة إلى الذين يحصلون على علاوات، قال 72% منهم أن العلاوة التي حصلوا عليها جاءت على شكل علاوة سنوية أو في نهاية العام، في حين أشار 27% إلى أنها جاءت على شكل حوافز.
وبالنسبة إلى تركيبة الرواتب، قال ثلثي المجيبين (65%) أنهم يفضلون تركيبة رواتب ثابتة 100%، في حين أشار 32% إلى أنهم يفضلون تركيبة رواتب شبه ثابتة، مع حوافز أو عمولات. وتتم مراجعة تركيبة الرواتب بشكل سنوي أو كل سنتين بحسب 39% من المجيبين في لبنان، في حين قال 20% أنهم لم يحصلوا على مراجعة لرواتبهم على الإطلاق.
وبالنظر إلى الفوائد الإضافية، أشار 41% إلى أنهم يحصلون على تأمين صحي شخصي، ويحصل 48% على بدل مواصلات، و18% يحصلون على تأمين صحي للعائلة. وعند سؤالهم عن الفوائد المفضلة لديهم، قال 73% أنهم يفضلون الحصول على علاوة، في حين فضّل آخرون الحصول على تأمين صحي للعائلة، أو تعليم الأولاد، بنسبة 32% و25% على التوالي.
يقول غالبية المجيبين في لبنان (44%) أنهم يخططون لإيجاد فرصة عمل أفضل في قطاعهم خلال الأشهر الـ 12 القادمة، في حين أشار 31% إلى أنهم سيبحثون عن وظيفة أفضل في قطاع جديد خلال الفترة ذاتها. ومن المثير للاهتمام أن 24% فقط من المجيبين يخططون لتغيير مقر الإقامة إلى بلد آخر في المنطقة بحثاً عن وظيفة أفضل.
وعند سؤالهم عن التوجهات المستقبلية، قال 27% أنهم يتوقعون زيادة طفيفة على رواتبهم، في حين يتوقع 8% عكس ذلك (أي انخفاض قليل). وبحسب المجيبين، تتضمن العوامل التي تسبب زيادة الرواتب: التضخم/ ارتفاع تكاليف المعيشة (77%)، ونمو الفرص والنمو الاقتصادي (16%)، والأداء الجيد للشركة/ زيادة في الأرباح (27%). وفي المقابل، يرى المجيبون في لبنان أن النمو الاقتصادي الضعيف/ تراجع أسعار النفط (65%)، والأداء السيء للشركة/ تراجع الأرباح (36%)، والقوانين الصديقة للشركات (20%)، هي العوامل الأبرز التي تحول دون زيادة الرواتب.
} التكاليف والمدخرات }
في ما يتعلق بارتفاع تكاليف المعيشة في لبنان، قال أغلب المجيبين أنهم شهدوا زيادة في إيجاراتهم (46%)، وأسعار المأكولات والمشروبات (67%) والخدمات (42%). واعتبر 53% من المجيبين ارتفاع تكاليف التعليم، والترفيه (41%)، هي أحد أهم عوامل ارتفاع تكاليف المعيشة.
وقد أدى ارتفاع تكاليف المعيشة الى ضعف قدرة المجيبين في لبنان على الادخار، وصرح 43% من هؤلاء أنهم لم يدخروا أي شيء من رواتبهم.
تضمنت الخيارات المفضلة للاستثمار بالنسبة للمجيبين في لبنان الاستثمار في العقارات المحلية (12%). وتجدر الإشارة إلى أن 11% فقط من المجيبين في لبنان يقدمون على استثمارات مالية بشكل منتظم.
وأوضح أكثر 38% من المجيبين في لبنان أنهم يمتلكون منزلهم الخاص، في حين قال 44% أنهم مهتمون بامتلاك منزل في بلد إقامتهم، في حين قال 53% أنهم يرغبون بامتلاك منزل في بلدهم الأم.
ومن جانبها قالت جواو نيفيس، مديرة الأبحاث في: «YouGovمن المثير للاهتمام أن 61% من المجيبين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قالوا بأنهم تمكنوا من توفير جزء من رواتبهم الشهرية، مع إشارة 58% من الذين يعيشون خارج بلدهم الأم إلى قدرتهم على تحويل جزء من رواتبهم إلى بلدهم. ويشكّل هذا الأمر علامة جيدة بالنسبة إلى الشركات والباحثين عن وظائف على حد سواء، حيث أن القدرة على تحويل الأموال ستؤثر على عوامل أخرى مثل رضا الموظفين وسعادتهم وولائهم تجاه الشركة».