يبدو ان يد الارهاب والغدر عادت لتتربص من جديد بدولة الكويت وذلك بعد مرور نحو سنة على التفجير الارهابي الآثم الذي ضرب مسجد الامام الصادق في مدينة الكويت الا ان العين الساهرة أحبطت مخططاته هذه المرة وأفشلت مسعاه.
فيبدو انه لم يرق للارهابيين نعمة الأمن والأمان التي تعيشها دولة الكويت في ظل قيادتها الحكيمة وعلى رأسها حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كما لم يرق لها الوحدة التي أظهرها أهل الكويت في كل مناسبة كانت تمر وتجلت في أبهى صورها بعد تفجير مسجد الامام الصادق في منطقة الصوابر بالكويت يوم 26 يونيو 2015 الموافق 9 رمضان 1436.
لكن هذه المرة كانت الكويت كما اعتاد عليها المواطنون والمقيمون عصية على أبناء الشر حيث أعلنت وزارة الداخلية الكويتية الليلة عن احباط ثلاثة مخططات ارهابية لاستهداف امن البلاد عبر توجيه ثلاث ضربات استباقية داخل الكويت وخارجها بضبط "عناصر ارهابية" تنتمي لما يسمى بتنظيم (داعش) الارهابي.
وأكدت الادارة العامة للعلاقات والاعلام الأمني بالوزارة في بيان استتباب أمن الوطن وسلامة المواطنين والمقيمين موضحة ان القضية الاولى تشمل ضبط المتهم الإرهابي طلال نايف رجا (كويتي الجنسية مواليد 1998) وقبل إتمام جريمته النكراء بالتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية لتفجير أحد المساجد الجعفرية بمحافظة حولي إضافة إلى أحد المنشآت بوزارة الداخلية.
واضاف البيان ان المتهم الإرهابي ادلى باعترافات تفصيلية أقر فيها واعترف بمبايعته تنظيم داعش الإرهابي وتلقيه تعليمات من أحد قياديي التنظيم بالخارج وعقده العزم على تنفيذ العملية الإرهابية أواخر شهر رمضان أو أوائل عيد الفطر.
وذكر ان المتهم وبالاستناد الى التعليمات التي تلقاها من التنظيم كان عليه ان يحضر بنفسه أو يكلف أحد العناصر الشابة التي يقوم بتجنيدها من غير المعروفين لدى الأجهزة الأمنية أو المشتبه فيهم لاستلام الحزام الناسف والمتفجرات أو شراء سلاح ناري اوتوماتيكي في تنفيذ العمليات الإرهابية داخل البلاد.
وفي قضية اخرى أكد البيان تحقيق انجاز أمني آخر غير مسبوق عبر تمكن الأجهزة الأمنية وعلى صعيد الوقاية الأمنية من الإرهاب الخارجي من ضبط وإحضار المتهم الإرهابي من الخارج ويدعى علي محمد عمر (مواليد 1988 كويتي الجنسية) ووالدته المتهمة الإرهابية حصة عبدالله محمد (كويتية الجنسية مواليد 1964) إلى جانب الطفل الذي أنجبه المتهم في حي الرقة بسوريا من زوجته السورية بعد محاولات متكررة من قبل الأجهزة الأمنية الكويتية إلى ان تكللت بالنهاية بالنجاح رغم كثافة العمليات الإرهابية التي تشهدها المنطقة بين العراق وسوريا بضبطهم واحضارهم للبلاد.
واوضح البيان ان الابن والام أقرا في اعترافات كاملة بانضمامهما لتنظيم (داعش) الإرهابي وبتحريض من الام التي دفعت أولا بابنها الأصغر عبدالله محمد عمر (مواليد 1991) لينضم الى ذلك التنظيم حتى قتل في إحدى المعارك الإرهابية بالعراق.
وأضاف انه بعد وفاة شقيق المتهم (عبدالله) بادر اخوه (علي) بقطع دراسته في بريطانيا حيث يتلقى تعليمه بكلية هندسة البترول هناك وانضم إلى تنظيم (داعش) الإرهابي حيث توجه مع امه إلى حي الرقة بسوريا وعمل هناك مسؤولا عن تشغيل حقول النفط والغاز.
وذكر ان الام عملت أيضا في التدريس لزوجات وأبناء المقاتلين الإرهابيين وتحفيزهم نفسيا وفكريا مبينا ان المتهمين أدليا باعترافات تفصيلية بتقديمهما الدعم اللوجستي للعديد من العمليات الإرهابية تحت إشرافهما ومتابعتهما.
وفي قضية ثالثة قال بيان الداخلية ان الأجهزة الأمنية المختصة تمكنت من ضبط خلية إرهابية تنتمي لتنظيم (داعش) الإرهابي تضم المتهم مبارك فهد مبارك (كويتي الجنسية - مواليد 1994) والمتهم عبدالله مبارك محمد (كويتي الجنسية - مواليد 1992 - من منتسبي وزارة الداخلية) ومتهما خليجيا وآخر من الجنسية الاسيوية.
واوضح ان التحريات الأمنية كشفت عن ورود معلومات إلى الجهات الأمنية بأن المتهم مبارك فهد يخفي صندوقا حديديا لدى المتهم عبدالله مبارك في (جاخوره الذي يملكه بمنطقة الوفرة) وبعد نقل موقع الجاخور من مكان الى اخر بنفس المنطقة أبدى مبارك رغبته بإخراج الصندوق من مكان اخفائه.
واضاف ان الأجهزة الأمنية تبينت من احتواء الصندوق على سلاحي رشاش نوع كلاشنكوف وذخيرة وطلقات حية وعلم تنظيم (داعش) الإرهابي مؤكدا اقرار واعتراف المتهمين باشتراكهم بتلك الجريمة وبأن المواطن الخليجي هو من احضر علم (داعش) من الخارج واخفاءه مع السلاح بالصندوق.
واشار الى اعتراف المجموعة بكافة التفاصيل باشتراكهم بهذه القضية موضحا ان المتهم الخليجي لايزال هاربا ومتواري عن الأنظار.
واضاف البيان ان الأجهزة الأمنية قامت بتحويل جميع المتهمين الى الجهات المختصة.
وعلى صعيد متصل وفي تأكيد على التأهب الأمني والحرص الكبير الذي تتبعه البلاد في كافة المرافق أكد المتحدث الرسمي باسم شركة البترول الوطنية الكويتية خالد العسعوسي أن الحالة الأمنية في مواقعها ومواقع الشركات النفطية تم رفعها إلى الدرجة القصوى من الأسبوع الماضي.
وقال العسعوسي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأحد إن هناك خططا أمنية مكثفة تخص حماية المواقع النفطية والمنشآت سيتم تفعيلها بعد التنسيق واتخاذ الإجراءات مع وزارة الداخلية والأجهزة التابعة لها.
واشار الى أن الشركة تعمل جاهدة على حماية منشآتها ومرافقها الحيوية مشيرا إلى أن "الخطط الأمنية والإجراءات في تلك الاحترازات تعتبر من الأمور السرية ولا يمكن الخوض في تفاصيلها".
إذن وباختصار وكما ورد في نهاية بيان وزارة الداخلية فإن الكويت قادرة بعون الله وتوفيقه وثقة القيادة السياسية العليا وتعاون الشعب الكويتي الأصيل من دحر الإرهاب وكشف أعوانه بالداخل والخارج كما ان رجال الأمن سيظلون عيونا ساهرة يقظة تحفظ أمن الوطن وأمان مواطنيه.
وزارة الاعلام الكويتية