يجتمع الرئيسان الروسي والتركي الثلاثاء 9 أغسطس/اَب، ومن المتوقع أن تتمحور محادثاتهما حول سبل تحقيق الأهداف التجارية التي كانت محددة بين الطرفين قبل أزمة إسقاط المقاتلة الروسية.
ويعد هذا اللقاء، الذي سينعقد في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، الأول بعد الأزمة التي نشبت بين موسكو وأنقرة، على إثر قيام سلاح الجو التركي بإسقاط مقاتلة روسية في سوريا في نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي.
ومن المتوقع أن يلعب لقاء القائدين دورا محوريا في إعادة العلاقات الاقتصادية والتجارية إلى مستوياتها قبل أزمة إسقاط المقاتلة الروسية، ووضع خارطة طريق لتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما.
وسبق قمة بوتين – ردوغان لقاءات لمسؤولين روس وأتراك، بحثوا خلالها سبل تطبيع العلاقات بين البلدين. وتعد تركيا شريكا تجاريا مهما لروسيا، حيث أن قيمة التبادل التجاري للبضائع بينهما تتجاوز الـ 30 مليار دولار سنويا، يضاف إليها استثمارات متبادلة متراكمة بأكثر من ملياري دولار.
وبلغ التبادل التجاري بين موسكو وأنقرة في عام 2014 نحو 31 مليار دولار، منها 17.8 مليار دولار هي صادرات روسيا إلى تركيا، التي تشكل واردات الطاقة حصة الأسد فيها، بالمقابل تستورد الخضروات، والفواكه، والسيارات، والمنتجات النسيجية.
وفي آخر زيارة للرئيس التركي إلى روسيا في سبتمبر/أيلول الماضي، أكد خلالها أن أنقرة وموسكو يسعيان إلى زيادة حجم التبادل التجاري بينهما بحلول عام 2023 إلى 100 مليار دولار.
إلى جانب التبادل التجاري، من المتوقع أن يبحث الجانبان القيود المفروضة على رحلات السياحة ورحلات الطيران "التشارتر"، التي فرضتها موسكو في أعقاب حادثة إسقاط الطائرة، حيث تسببت هذه القيود بخسارة فادحة لقطاع السياحة في تركيا.
ومن المنتظر أيضا أن يبحث القائدان التعاون في مجال الطاقة، الذي يستحوذ على أهمية كبيرة بين البلدين، لا سيما مع وجود مشاريع ضخمة تم على تنفيذها بين الطرفين كمشروع نقل الغاز الروسي إلى تركيا عبر قاع البحر الأسود ومنها إلى أوروبا "السيل التركي، ومشروع بناء محطة نووية في تركيا بقيمة 25 مليار دولار.
وفي مقابلة للرئيس التركي مع وكالة "تاس" الروسية أجريت قبل زيارته إلى روسيا، أكد أردوغان أن بلاده مستعدة لاتخاذ الخطوات اللازمة لاستئناف تنفيذ مشروع الطاقة الاستراتيجي "السيل التركي"، الهادف لنقل الغاز الروسي إلى تركيا.
وكانت المفاوضات حول هذين المشروعين علقت بعد توتر العلاقات بين روسيا وتركيا في نهاية العام الماضي، على خلفية حادثة إسقاط الدفاعات التركية لطائرة روسية.
وألقت هذه الحادثة بظلالها على العلاقات الاقتصادية بين البلدين، إذ قررت موسكو في نوفمبر/تشرين الثاني فرض عقوبات تجارية على تركيا شملت العديد من القطاعات، لكن اعتذار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في 27 يونيو/حزيران عن إسقاط الطائرة الحربية الروسية فتح الأبواب أمام تطبيع العلاقات بين تركيا وروسيا.
المصدر: وكالات