أكد نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله اليوم الخميس ضرورة التمسك بالعمل العربي المشترك ودعم وتفعيل هذا العمل باعتباره الضمانة الاولى في صيانة أمن الوطن العربي واستقراره وتحقيق طموحات الشعوب العربية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الجارالله أمام الدورة (146) للمجلس الوزاري لوزراء الخارجية العرب.
وقال الجارالله إن انعقاد الدورة الحالية يأتي بعد اسابيع قليلة من قمة نواكشوط العربية التي اضافت إلى صرح "بنائنا العربي" لبنات واضحة ستعزز من "امكانياتنا وستتيح لنا فرصة التواصل في ظل ظروف اقليمية ودولية بالغة الدقة كان لعالمنا العربي وللأسف النصيب الاكبر من احداثها".
وذكر أن تلك الظروف والأحداث شكلت تحديا صارخا للعمل العربي المشترك "الذي يفرض علينا تسارع الاحداث وخطورتها" لقاءات وتشاور مستمرين لمواجهتها وتحصين دولنا من تبعاتها.
واشار الى ان الوضع في سوريا "رغم ما يبذل من جهود اقليمية ودولية لايزال ماضيا في التدهور وتتضاعف معه اعداد القتلى والجرحى والمشردين من الاشقاء في كارثة غير مسبوقة".
وقال ان المجتمع الدولي عجز "وبكل اسف حتى الان عن وضع حد" لتلك الكارثة "رغم ما تشكله من تهديد وتقويض لأمن واستقرار العالم بتداعياتها الامنية والسياسية والاقتصادية".
وأضاف "نلحظ اليوم بكل أمل وتفاؤل جهودا متواصلة ومتسارعة للوصول الى حل يبعث الامل في نفوس ابناء الشعب السوري الشقيق ويوقف نزيف دمه المتواصل".
وتطرق الجارالله في كلمته الى الوضع في اليمن مشيرا الى الجهود التي بذلت للوصول الى حل ينهي الصراع الدائر ويجنب اليمن وشعبه الشقيق ويلات ودمار ذلك الصراع والتي كان آخرها المشاورات السياسية التي استضافتها دولة الكويت لمدة تزيد على ثلاثة اشهر "الامر الذي يدعونا الى التأكيد على الاطراف المعنية بضرورة تغليب مصلحة اليمن وسلامة ابنائه".
ودعا في هذا السياق الاشقاء في اليمن الى الوصول الى حل سياسي شامل - وفق مبادرة السلام الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الامن (رقم 2216) - يصون وحدة وطنهم ويعيد لربوعه الامن والاستقرار.
وأكد أن الفرصة "لاتزال سانحة لتحقيق هذا الهدف متى ما خلصت النوايا وصدقت التوجهات".
وأشار الجارالله إلى الاوضاع غير المستقرة والتحديات الجسيمة التي تعاني منها اجزاء "من وطننا العربي العزيز في كل من العراق وليبيا والسودان والصومال".
وأوضح ان تلك الاوضاع والتحديات شكلت في مجملها تهديدا "لأمننا العربي المشترك ولاستقرار دولنا" داعيا الى التعاضد لمواجهتها ودعم جهود الاشقاء فيها.
وأعرب الجارالله عن رفض دولة الكويت للتصريحات الايرانية التي ادلى بها المرشد الايراني علي خامنئي وتضمنت اتهامات باطلة واساءة للمملكة العربية السعودية الشقيقة.
وقال "نعرب عن رفضنا واستغرابنا لما تضمنته من عبارات غير لائقة وتحريضية مؤكدين في هذا الصدد ان العالم اجمع سيما العالم الاسلامي يدرك مدى الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة العربية السعودية الشقيقة والامكانيات الضخمة التي تضعها في خدمة المشاعر المقدسة في موسم الحج وطيلة ايام العام".
وشدد على ان العقبات التي تواجه مسيرة السلام في الشرق الاوسط والناجمة عن الموقف الاسرائيلي المتعنت تأتي عائقا امام الوصول لتحقيق حل عادل وشامل وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية "لينعم العالم بالأمن والاستقرار".
وأشاد في هذا الصدد بالمبادرة الفرنسية الاخيرة وحرص الحكومة الفرنسية على تحريك عملية السلام والشروع في الترتيبات لتفعيل تلك المبادرة.
وقال الجارالله "إزاء ما نواجهه جميعا من تحد يتمثل بارهاب بغيض يعصف بدولنا والعالم اجمع نؤكد دعمنا للتحالف الدولي الهادف الى احتواء هذا التحدي وتخليص العالم من شروره".
وأشاد بالجهود والانجازات التي تحققت في مواجهة التنظيمات الارهابية سواء كان ذلك في العراق او سوريا او ليبيا معربا عن التطلع الى "نهاية سريعة لهذه التنظيمات".
وقال الجارالله ان تعاظم التحديات التي تواجهها "امتنا العربية" وتزايد مخاطرها "تدعونا الى التمسك بعملنا العربي المشترك والعمل على كل ما من شأنه دعم وتفعيل هذا العمل".
واعتبر ذلك الضمانة الاولى في "سعينا لصيانة امننا واستقرارنا وتحقيق ما نتطلع اليه من معدلات تنمية تلبي طموحات شعوبنا".
وأشاد بما تضمنته كلمة الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط "من كلمات صادقة ومعبرة تعكس الحرص على العمل العربي المشترك".
وأفاد بأن تلك الكلمات مؤشر على ادراك الامين العام لأهمية وحيوية هذا العمل "الذي نعلق امالا كبيرة على قيادته وتسييره لأمور عملنا المشترك".
واستذكر الجارالله الجهود الكبيرة والخيرة التي بذلها الامين العام السابق للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي في اطار رعاية ودعم العمل العربي المشترك.
وتقدم الجارالله بجزيل الشكر والتقدير الى رئيس الدورة السابقة لمجلس جامعة الدول العربية وزير خارجية مملكة البحرين الشيخ خالد بن احمد ال خليفة على "الجهد البارز والمساعي المقدرة" التي بذلت خلال ترؤس مملكة البحرين الشقيقة مجلس الجامعة على مدى الاشهر الستة الماضية.
وقال إن تلك الجهود اسهمت في تحقيق "ما توصلنا اليه من قرارات وشكلت اضافة حقيقية لمسيرة عملنا العربي المشترك".
وأعرب الجارالله عن تمنياته لوزير خارجية الجمهورية التونسية الشقيقة خميس الجهيناوي كل التوفيق والسداد في رئاسته للدورة الحالية لمجلس الجامعة مضيفا "إنني على يقين بأن ما يتمتع به من حنكة ودراية ستسهم في تيسير عملنا وتحقيق ما نتوصل اليه من قرارات".
وكان نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله وصل أمس إلى القاهرة لترؤس وفد دولة الكويت المشارك في اجتماعات الدورة ال146 للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية.
ويضم الوفد المرافق مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب نائب الوزير السفير أيهم عبداللطيف العمر ومساعد وزير الخارجية لشؤون الوطن العربي السفير عزيز الديحاني.