أكد حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه مواصلة دولة الكويت الوفاء بالتزاماتها الإنسانية ودعمها لمؤازرة المجتمع الدولي بالتخفيف عن البشرية من آلام الصراعات المدمرة.
اء ذلك في كلمة لسمو أمير الكويت اليوم الثلاثاء خلال ترؤسه قمة القادة لمناقشة أوضاع اللاجئين وذلك في مقر الامم المتحدة بمدينة نيويورك تلبية لدعوة الرئيس الامريكي باراك اوباما هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة،،،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ،،،
معالي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون،،،
أصحاب المعالي والسعادة ،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
يسرني بداية أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لفخامة الصديق باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وإلى الدول الراعية على دعوتهم لعقد هذا الاجتماع الهام مشيدا بالجهود الكبيرة التي بذلت للاعداد له.
يأتي انعقاد هذا الاجتماع الهام في بادرة كريمة تعكس اهتماما دوليا عاليا في التخفيف من معاناة اللاجئين والنازحين في العالم بعد أن بلغ عددهم خمسة وستين مليون لاجئ حسب إحصائيات الأمم المتحدة.
لا بد لنا هنا من الإشادة بالدول المضيفة للاجئين لاستضافتها أعدادا كبيرة منهم وتحملها لصعوبات اقتصادية متزايدة ومن جانب آخر فإن استمرار هذه الالتزامات من شأنه أن يضعف قدراتنا على الوفاء بدورنا الإنساني والتنموي.
إننا ندرك ان الكارثة الإنسانية التي يعيشها عالمنا اليوم تتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي لمواجهتها بالعمل على إنهاء الصراعات ومظاهر القتل والدمار التي أصبحت ماثلة وعلى الدوام أمام أعيننا جميعا.
لقد أدركت بلادي الكويت واجبها الإنساني في محيطها الإقليمي والدولي وسعت إلى تقديم المساعدات ثنائيا ودوليا للتخفيف من آثار الكوارث الطبيعية والأزمات سواء مباشرة إلى الدول المتضررة أو عبر الوكالات الدولية المتخصصة أو عن طريق تنظيم واستضافة عدة مؤتمرات للمانحين حيث تجاوز إجمالي ما قدمته دولة الكويت خلال السنوات الخمس الماضية مليارين دولار لمجتمع اللاجئين والنازحين بما في ذلك ما تعهدت به مؤخرا في مؤتمر لندن والبالغ ثلاثمائة مليون دولار دعما لأوضاع اللاجئين حيث شرعت في تمويل البرامج التعليمية والصحية لأبناء اللاجئين والنازحين في الدول المستضيفة لهم للسنة الأولى وقد قررت تخصيص خمسة ملايين دولار من المبلغ المشار إليه لبرامج الأونروا التعليمية إضافة إلى ذلك تعهدت دولة الكويت مؤخرا بمبلغ مائة وستة وسبعين مليون دولار لدعم أوضاع اللاجئين والنازحين العراقيين حيث باشرت في تمويل المشاريع الصحية والتعليمية والإغاثية عبر منظمات الأمم المتحدة المعنية بالعمل الإنساني والجمعيات الخيرية الكويتية.
لم تقف مساهمات بلادي الكويت في التخفيف من آثار الكارثة الإنسانية للأشقاء في سوريا عند حد تقديم المساعدات المادية فقط وإنما تجاوزتها إلى استضافة ما يزيد على مائة وثلاثين ألف مواطن سوري منذ اندلاع الأزمة أي ما يمثل عشرة بالمائة من إجمالي تعداد المواطنين الكويتيين البالغ عددهم مليونا وثلاثمائة ألف مواطن لتحقق لهم لم الشمل بأقاربهم المقيمين على أرض الكويت والبالغ عددهم مائة وثلاثة وخمسين ألف مواطن سوري ولن تتخلى دولة الكويت عن هذا النهج وستواصل سعيها للتخفيف من معاناة الشعب السوري الشقيق.
كما ضاعفت بلادي من مساهماتها الطوعية السنوية الثابتة لعدد من الوكالات والهيئات الدولية المعنية بأوضاع اللاجئين لتتبوأ المراكز الأولى عند مقارنة حجم المساعدات التي تقدمها بمستوى الدخل القومي.
ومن هذا المنبر فإنني أود أن أؤكد أن بلادي ستواصل الوفاء بالتزاماتها الإنسانية ودعمها لمؤازرة المجتمع الدولي بالتخفيف عن البشرية من آلام الصراعات المدمرة.
وفي الختام أكرر الشكر لكم جميعا متمنيا لأعمال اجتماعنا كل التوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.