أكدت دولة الكويت اليوم الاربعاء الحاجة الملحة لأن يتحمل مجلس الأمن الدولي دوره بموجب ميثاق الامم المتحدة واتخاذ التدابير اللازمة لوضع حد لتدهور الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
جاء ذلك في كلمة الممثل الدائم لدولة الكويت لدى الامم المتحدة السفير منصور عياد العتيبي أمام مجلس الأمن بالنيابة عن الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في المناقشة المفتوحة حول "الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية".
ودعت منظمة التعاون الإسلامي إلى اعتماد قرار واضح للتصدي لانتهاكات إسرائيل للقانون بما في ذلك سياستها الاستيطانية.
وقال العتيبي "ان مطالب وقف هذه الحملة الاستعمارية غير القانونية ووضع حد للاحتلال الإسرائيلي الممتد لفترات طويلة يجب أن تكون واضحة ولا لبس فيها".
وأكد أن هذا القرار سيشكل مساهمة مجدية لدعم حقيقي للجهود الدولية الجارية الرامية إلى تحقيق حل الدولتين على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية التي تحدد مسار واضح وعادل للسلام.
وفي هذا الصدد أكدت منظمة التعاون الإسلامي دعمها للمبادرة الفرنسية لاستعادة أفق سياسي في ظل رعاية دولية متعددة الأطراف وضمن إطار زمني محدد بهدف إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق سلام عادل وشامل وحل سلمي دائم الذي تأخر لفترة طويلة جدا.
وأضاف العتيبي "يكفي خمسون عاما من الاحتلال والقهر والإذلال وأسوأ أنواع انتهاكات حقوق الإنسان فمن غير المقبول أخلاقيا وقانونيا وسياسيا أن نسمح باستمرار هذا الوضع".
وعلاوة على ذلك حذر رئيس منظمة التعاون الإسلامي في كلمته من الاستفزازات والاعتداءات المتكررة بحق المصلين والمقدسات الإسلامية والمسيحية وخاصة المسجد الأقصى وعدد من الكنائس في القدس من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة مشددا على أن العواقب الخطيرة لمثل هذه الأعمال المتطرفة تكون بعيدة المدى وخطيرة ويجب تجنبها.
وأكد العتيبي أن الممارسات والإجراءات الإسرائيلية غير الشرعية تهدف إلى تزوير تاريخ مدينة القدس المحتلة وطمس الهوية العربية الفلسطينية ومن ثم فانه ينبغي وضع حد لمحاولة تغيير التركيبة السكانية وتوسيع المستوطنات الاستعمارية وطرد المواطنين الفلسطينيين.
في موازاة ذلك حذر العتيبي من التأثير الخطير لتصرفات جماعات المستوطنين الإسرائيلية الإرهابية التي لا تزال تمارس أعمالها التحريضية وتشن الهجمات الإرهابية ضد المدنيين الفلسطينيين مع كل الدعم والحماية لقوات الاحتلال الاسرائيلي.
وقال ان هذه الممارسات الإسرائيلية خلقت وضعا مأساويا يدعو إلى العمل الجاد من قبل هذا المجلس لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لأنها تغذي التطرف والعنف والعنصرية وزيادة زعزعة استقرار الوضع الهش بالفعل "ومثل هذا العمل أيضا يؤجج نار الصراع الديني الذي يهدد السلام والأمن الإقليميين والدوليين".
وشدد العتيبي على أن الحق في الامن ليس حكرا على إسرائيل مبلغا المجلس بأن الامن هو حق يجب أن يقدم وأن يتمتع به جميع الدول وخاصة ضحايا الاحتلال.
ودعت منظمة التعاون الاسلامي المجلس المكون من 15 عضوا إلى تحمل مسؤولياته وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وفقا للقانون الإنساني الدولي.
ودعت منظمة التعاون الإسلامي مجلس الامن الى الحفاظ على السلام والأمن الدوليين والعمل أيضا للحفاظ على فرص تحقيق السلام ورسم الطريق إلى الأمام لإيجاد حل نهائي عادل للقضية الفلسطينية بعد كل هذه العقود والمساهمة في إحلال السلام والأمن الدائمين في منطقة الشرق الأوسط.
وتكشف الأرقام الأخيرة الوضع الاجتماعي والاقتصادي والإنساني للشعب الفلسطيني في قطاع غزة على وجه الخصوص حيث تفرض إسرائيل منذ ما يقرب من عشر سنوات حصارا غير قانوني هو الأسوأ من أي وقت مضى منذ عام 1967 عندما بدأ الاحتلال.