اكد اكاديميان كويتيان اهمية الخطاب الاعلامي المستنير في العمل على نشر ثقافة التسامح في المجتمع وتعزيز قيمة قبول الاخر والحوار المنفتح مع الجميع.
ودعا الاكاديميان في جلسة حوارية أقامتها الجمعية الكويتية للاخاء الوطني تحت عنوان (الخطاب الإعلامي والتسامح) مساء اليوم الاحد الى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بصورة صحيحة وعدم استغلالها لاثارة الشائعات وبث الافكار الدخيلة على المجتمع.
من جهته قال الرئيس السابق لقسم الاعلام في جامعة الكويت الدكتور ياسين الياسين ان هناك غيابا للخطاب الاعلامي الراسخ الذي يوحد الصفوف في ضوء التذبذبات التي تخلقها الاحزاب والتيارات والجنوح نحو العنصرية في طرح الرأي وتحوير الخطاب الايجابي الى سلبي. ولفت الياسين الذي يعمل حاليا استاذا في قسم الاعلام الى أهمية الوعي الاعلامي في ضوء الاوضاع الحساسة التي تمر بها المنطقة خصوصا فيما يتعلق بالجانب السياسي الذي يحتاج الى بعد نظر اعلامي في طرح قضاياه وأموره مؤكدا ان للخطاب الاعلامي تأثيره على الجمهور ويجب أن يكون متكاملا ومعتمدا على اجندة وطنية واضحة. وذكر ان وسائل التكنولوجيا والاعلام الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي باتت تسبب تشويشا على الخطاب الاعلامي لانها لايتم استغلالها بالشكل الصحيح بل في ترويج الاشاعات مبينا ان ذلك خلق صعوبة كبيرة في ايصال الرسالة الصحيحة وفهمها من قبل المتلقي. واضاف ان هذه الوسائل فتحت الباب أمام بعض المجموعات والتيارات لبث اهدافها ورؤيتها بشكل سلبي لتحقيق غاياتها وليس لنشر خطاب اعلامي واضح مشددا على اهمية التنبه للافكار الدخيلة على الاعلام والتي تساهم بتفكيك المجتمع بسبب التوجهات العنصرية والفئوية التي تبثها بعض وسائل الاعلام لاهداف غير نبيلة . من جانبها قالت استاذة علم الاجتماع في جامعة الكويت الدكتورة سهام القبندي ان الاعلام قادر على صناعة السلام عبر بث الافكار الايجابية للمتلقين مضيفة ان الاعلام يستطيع الدخول في عمق الانسان الذي هو الاساس في بناء المجتمع ويمكنه بناء الانسان وتسليحه بالأخلاق والمبادئ والعمل على تحقيق الذات. ودعت الى التركيز على الرؤى الاستراتيجية والوعي الاجتماعي عبر توجه اعلامي يعمل عبر التنسيق والتعاون بين مختلف وسائل الاعلام لبث الرسائل الاعلامية الهادفة وبذل جهود مضاعفة لتغيير الافكار السلبية ونشر ثقافة السلام. واضافت ان الاعلام قادر على بث الإيجابية لدى الشباب والتركيز على امكاناتهم واسهاماتهم لاسيما ان الكويت أعلنت عاصمة الشباب في 2017 مبينة ان الشباب عماد الأمة ويجب غرس المفاهيم الايجابية في نفوسهم وتسليط الضوء على دورهم الكبير في التغيير والبناء.