عبّرت اوساط عن شكوك حيال "الأولوية بالمفاضلة" بالنسبة الى "حزب الله" بين عون او "السلّة"، لافتة في سياق آخر الى ان من الصعوبة بمكان تَصوُّر ان يعلن "تيار المستقبل" (يقوده الرئيس سعد الحريري) "رفْع العشرة" في الملف الرئاسي بحيث يسير بدفتر شروط "حزب الله" بما يعني"تسليم" لبنان بالكامل الى "الحلقة الايرانية" و"إطلاق رصاصة الرحمة" على الواقع السياسي والشعبي لـ "المستقبل".
واذا كان العماد عون يتعاطى مع الملف الرئاسي من زاوية سلطوية ولو رفع لمعركته شعار الميثاقية والشراكة المسيحية - الاسلامية، فإن الاوساط المطلعة تذكّر بأن مقاربة "حزب الله" لهذا الاستحقاق هي استراتيجية من زاوية ارتباطه بحرب النفوذ المتعددة الجبهة التي تخوضها ايران على امتداد المنطقة كما من زاوية انه المدخل لتكريس أعراف دستورية تشكّل امتيازات للطائفة الشيعية في النظام اللبناني ولو من بابٍ التفافي على اتفاق الطائف.
ومن هنا، تلاحظ هذه الاوساط ان "حزب الله" الذي يحاول حشْر الحريري بوضْعه أمام "مخرج لا ثاني له" للأزمة هو انتخاب عون مع "التفكير" في إمكان عودته لرئاسة الحكومة، يبدو كمَن يسعى لـ "تبرئة ذمّته" امام حليفه زعيم "التيار الحر" من خلال الايحاء بأنه يرفع منسوب الضغط على خصومه لانتخابه ويزيل المعوقات من أمام وصوله الى قصر بعبدا، في حين يتكفّل رئيس البرلمان نبيه بري، شريك الحزب في الثنائية الشيعية، بالتصدي لعون ومجمل حركته التصعيدية الداخلية وصولاً الى تكراره (بري) ان لا رئيس بمعزل عن السلة المتكاملة والمجاهرة بأنه يفضّل المرشح الرئاسي النائب سليمان فرنجية (يؤيده الحريري) عليه، وهو الامر الذي يوفّر لزعيم "المستقبل" ملاذاً للاستمرار برفض عون على قاعدة "ليؤمّن الجنرال تأييد بيته الداخلي اولاً اي فريق 8 آذار قبل ان يطلب دعم خصومه".
الراي