اكد فريق الغوص الكويتي التابع للمبرة التطوعية البيئية اليوم الثلاثاء حرصه على متابعة حالة (الشعاب المرجانية) جنوب بحر الكويت تحسبا لظاهرة (الابيضاض) التي تصيب (الشعاب) نتيجة ارتفاع درجات حرارة المياه.
وقال مسؤول المشاريع البيئة في الفريق محمود اشكناني لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الفريق يكثف جهوده في هذه الفترة من كل عام بغية متابعة حالة (الشعاب المرجانية) ورصد اي بوادر لظاهرة (الابيضاض) تزامنا مع ارتفاع درجات حرارة مياه الخليج العربي خصوصا في شهر اغسطس.
واوضح اشكناني ان تلك الظاهرة تتمثل في ظهور اللون الابيض للهيكل الكلسي للمستعمرة المرجانية نتيجة خروج بعض أنواع الطحالب من انسجة المرجان الشفافة التي تغطي هيكل المستعمرة المرجانية.
واضاف ان معظم الالوان التي نشاهدها للمرجان تكون عادة للطحالب التي تعيش بطريقة تكافلية مع حيوان المرجان إذ تقوم بعملية البناء الضوئي وتوفر الغذاء للمرجان وفي المقابل يوفر لها المرجان الحماية ومواقع مستقرة.
وذكر انه مع ارتفاع او انخفاض درجات الحرارة عن المعدلات الطبيعية او مع حدوث التلوث يصبح نسيج المستعمرة المرجانية بيئة غير مناسبة لها فتخرج من انسجتها وبذلك يفقد المرجان لونه ومصدر تغذيته ويصبح عرض للهلاك.
واشار اشكناني الى ان عمليات الرصد الاخيرة التي تمت في الفترة من منتصف يوليو الماضي حتى منتصف اغسطس الجاري اظهرت ارتفاع درجة حرارة سطح الماء عند عمق مترين من 6ر1 إلى 3ر2 درجة مئوية.
وافاد ان عملية الرصد شملت المواقع خفيفة التيار في جزيرتي (قاروه وأم المرادم) موضحا انها قد تزيد او تنقص قليلا حسب شدة التيار او بمرور التيارات المائية الباردة حيث تفاوتت درجة حرارة سطح الماء من موقع الى اخر.
ولفت الى ان الدرجات المسجلة في جزيرة (قاروه) كانت 8ر33 درجة مئوية مقابل 8ر34 درجة لجزيرة (أم المرادم) مشيرا الى ان عملية الرصد الاخير للجزيرتين وشعاب البنية المرجانية اظهرت مؤشرات اولية لامكانية حدوث ظاهرة (الابيضاض) في تلك المناطق.
وقال اشكناني ان الفريق رصد ايضا مجموعة من المستعمرات السنامية متوسطة الحجم في (قاروه) التي بهت لونها بحدود 30 في المئة لافتا الى انه امر طبيعي مع ارتفاع درجات الحرارة.
وحول الوضع في جزيرة (أم المرادم) ذكر ان اغلبية المستعمرات المرجانية لاسيما السنامية منها بهتت درجة ألوانها بما يزيد عن 50 في المئة مبينا انها ستظل ضمن الوضع الطبيعي مالم تزيد حرارة المياه في الفترة المقبلة.
واوضح انه تم رصد بعض المستعمرات صغيرة الحجم القريبة من سطح الماء مصابة بالابيضاض الكامل في قطعة (البنية) واغلبها بهت لونها بشكل ملحوظ.
واضاف اشكناني ان اعداد وتنوع اسماك الشعاب المرجانية في (قاروه) مازالت اقل مما كانت عليه قبل 6 سنوات الا انها افضل من السابق موضحا ان اعدادها وتنوعها في (أم المرادم) لايزال قليلا.
وبشأن الشعاب البنية المرجانية ذكر اشكناني انه لوحظ زيادة اعداد بعض انواع اسماك (المجوة والقرفقان والشعري) في حين قلت اعداد اسماك (الفسكر والينم والشنينو).
ودعا اشكناني رواد البحر الى المساهمة في تخفيف الضغط على الشعاب المرجانية بعدم القاء ما من شأنه تغطية المستعمرات المرجانية او اي مواد ضارة تتفاعل كيميائيا مع الوسط المائي ويغير تركيبته فضلا عن عدم استخدام ادوات الرسو (السن والباورة) في مواقع الشعاب المرجانية.